من المعروف أن الشعر الجميل يضفي حلة بهية وجميلة على طلة الإنسان ويعزز لديه شعور الثقة بالنفس ويعطي انطباعاً لطيفاً عنه في الوسط المحيط العملي والاجتماعي ، إلا أن حظ الإنسان من الشعر الكثيف هو هبة من الله عز وجل فليس كل الناس يتمتعون بهذه النعمة، ولكن التطور العلمي المستمر الذي يلبي حاجات الإنسانية أولى اهتماماً كبيراً بالموضوع فمنذ عام 1882 م بدأت المحاولات والتجارب العلمية لأول عملية زراعة الشعر وظهرت العديد من التقنيات للقيام بهذه العملية بأعلى نسبة نجاح وأقل نسبة خطأ للحصول على نتائج مرضية، وتعتبر زراعة الشعر بتقنية السفير من أهم التقنيات التي توصل إليها العلم في هذا المجال فما هو وجه الربط بين حجر السفير وزراعة الشعر؟
زراعة الشعر
تعرف عملية زراعة الشعر بأنها عملية اقتطاف بصيلات الشعر الطويل من المناطق الكثيفة الشعر في جسم الإنسان وإعادة زرعها في مناطق الشعر الخفيف أو الأقل كثافة ولا يقتصر موضوع زراعة الشعر على الرجال فقط فكثير من السيدات يعانين أيضاً من قلة كثافة الشعر أو انعدامه في مناطق معينة قد يكون لسبب خلقي أو بسبب التعرض لإصابات أو حروق معينة فعملية زراعة الشعر لا تلبي الحاجات التجميلية فقط وإنما تلبي الحاجات الطبية والعلاجية أيضاً.
السفير
أهم ما يميز تقنية عن أخرى هو زراعة بصيلات الشعر بدقة فائقة وبسرعة وبأقل ضرر للمنطقة الجلدية المستقبلة وهذا ما يؤمنه “السفير”، ذلك أن السفير هو عبارة عن حجر كريم شديد الحدة ولطيف بذات الوقت يساعد على إحداث ثقوب دقيقة جداً في الجلد من دون نزيف تقريباً ومن دون أن يسبب أي تهيج أو حساسية في فروة الرأس بالإضافة لتحفيزه لمادة الكولاجين في منطقة الثقوب مما يساعد على سرعة التئامها وتعافيها .
زراعة الشعر بتقنية السفير
أنتج العلم الكثير من تقنيات زراعة الشعر تتفاوت من حيث عدد بصيلات الشعر التي تتمكن من زرعها في مختلف الأماكن المتضررة من الجسم ، زراعة الشعر بتقنية السفير تفوقت على باقي التقنيات من حيث قدرتها على زرع أكبر عدد من بصيلات الشعر والذي بلغ 7000 بصلة في اليوم الواحد مما يعني حصول المريض على شعر أكثر كثافة بأقل عدد من الجلسات.
مراحل زراعة الشعر بتقنية السفير
1-إجراء فحص كامل للمريض قبل عملية زراعة للتأكد من أنه لا يعاني من أمراض مزمنة قد تسبب له تداخلات مضرة أثناء عملية زراعة الشعر وهو إجراء ضروري لا بد منه.
2-بعد التأكد من إمكانية المريض إجراء عملية زراعة الشعر وتحديد موعد الجلسة فيتوجب المريض عدم تناول مميعات الدم في الليلة السابقة للعملية والتوقف باكراً عن تناول الطعام والشراب.
3-في يوم العملية يتم تخدير المريض تخدير موضعي في المنطقة المانحة للبصيلات تمهيداً لعملية الاقتطاف.
4-يتم اقتطاف بصيلات الشعر من المنطقة المانحة بتقنية micro fue وحفظها بطريقة علمية مخبرية لتم إعادة زراعتها.
5-يتم تخدير المريض مجدداً في المنطقة المستقبلة التي سوف يتم فيها زراعة البصيلات المقتطفة.
6-بواسطة حجر السفير يقوم الطبيب المختص بإجراء ثقوب دقيقة للغاية في المنطقة المستهدفة لاستقبال بصيلات الشعر الحية التي تم اقتطافها وحفظها، ويراعي الطبيب أن تكون تلك الثقوب بجهة نمو الشعيرات.
7-هنا الخطوة الحاسمة التي يقوم بها الطبيب وهي زراعة بصيلات الشعر في تلك الثقوب عن طريق إدخالها فيها وتثبيتها.
8-يتم زراعة الشعر في كافة المنطقة المصابة ولا يوجد حد معين لمساحة المنطقة التي تحتاج زراعة الشعر فيها.
إجراءات ما بعد زراعة الشعر بتقنية السفير
- يشعر المريض بالتحسن في غضون يومين أو ثلاثة أيام بعد العملية وذلك لأنه في طريقة زراعة الشعر بالاقتطاف يتم أخذ بصيلات الشعر بشكل فردي وباستخدام أدوات الجراحة الدقيقة الخاصة من دون أن تترك أي ندب.
- بعد يومين من العملية يأتي المريض إلى المركز للتضميد والغسيل وتعليم المريض كيف يقوم بهذه العملية بنفسه في الغسلات اللاحقة.
- من الأفضل أن يرتاح المريض في الأيام الأولى بعد إجراء عملية زراعة الشعر فلا داع للإجهاد أو القيام أي عمل يؤثر سلباً على نتائج العملية.
- في اليوم اللاحق تُزال الضمادات بعد ذلك يصبح بإمكان المريض العودة الى الحياة اليومية بعد عملية زراعة الشعر.
- يتم غسل الشعر وفق برنامج محدد يضعه الطبيب وعلى فترات زمنية مدروسة، حيث أن الفترة الزمنية بين أول غسلة إلى آخر غسلة للشعر تعادل ما يقارب العشرة أيام.
- يلاحظ المريض ظهور القشرة على فروة الرأس والتي تتم إزالتها في الغسلة الأخيرة.
- كل عملية لها أعراض مؤقتة وهذا شيء طبيعي وبالنسبة لعملية زراعة الشعر بتقنية السفير فسوف تزول الأعراض تماماً بعد آخر غسلة .
- بعد إتمام هذه الخطوات فسوف ينمو الشعر المزروع بشكل طبيعي وسوف تتغير إطلالتك جذرياً.
هل يوجد سن معين لزراعة الشعر بطريقة السفير؟
تشير الدراسات العلمية إلى أنه لا يوجد سن معين لإجراء عملية زراعة الشعر إلا أن المهم في الموضوع عدم وجود مشكلة صحية وقائية مثل أمراض القلب ، علماً بأنه ليس كل مرض قلبي يمنع زراعة الشعر فاستشارة الطبيب القلبية المختص هي القول الفصل في قرار إجراء المريض للعملية أم لا، حيث يتم تقديم المعلومات للطبيب حول الأدوية التي سيتم استخدامها في زراعة الشعر لمعرفة ما مدى تأثيرها على حالة المريض الصحية وعندها يمكن إجراء زراعة الشعر إذا وجد الطبيب ذلك مناسبًا.
وفي حالات مرضية معينة يمكن إجراء زراعة الشعر للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية أو تعرضوا لإصابات معينة أدت إلى فقدهم الطبقة الحية المولدة للشعيرات ، كما ويمكن إجراء عملية زراعة الشعر للأشخاص الذين فقدوا شعرهم بسبب الحروق والحوادث وذلك بشكل آمن وبضمان الحصول على نتائج مرضية.
ما هي موانع إجراء عملية زراعة الشعر بتقنية السفير؟
لا يتم إجراء زراعة الشعر بتقنية السفير في حالة وجود أمراض معدية مثل التهاب الكبد والإصابة الفيروسية مثل نقص المناعة المكتسب. بالإضافة إلى ذلك يمنع تطبيق زراعة الشعر على المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي في حال كانوا يعانون من أمراض خبيثة .
صحيح أن أحدث صيحات الموضة تحاكي حالات الصلع وتشجع الشباب على حلق شعرهم من باب اتباع الموضة والظهور بمظهر عصري لكن يبقى الشعر الكثيف والمرتب سمة من سمات الوسامة ،وهنا لا بد من الإشارة إلى أن موضوع زراعة الشعر بتقنية السفير لا يقتصر على كونه عملية تجميلية فحسب فهنالك حالات مرضية مزعجة يكون فيها التدخل لزراعة الشعر إجراء لا بد منه وله أثره الطيب والإيجابي على نفسية المريض ليتمكن من متابعة حياته اليومية بشكل طبيعي وبثقة مطلقة تنعكس على نشاطاته ونجاحاته في الحياة.
