السمنة ليست عارض تجميلي فقط يصيب شكل الإنسان ويؤدي إلى تراكم الخلايا الدهنية الزائدة على مناطق مختلفة من الجسم فتعطي شعوراً بعدم الرضا قد يتطور إلى الدخول في مرحلة الإكتئاب وتدهور الحالة النفسية في حالات السمنة المفرطة…فالأمر لا يقف عند هذا الحد وهو المظهر الخارجي لجسم الإنسان بل يتعداه إلى تراكم ذات الخلايا الدهنية على أجهزة الجسم الداخلية الحيوية مما قد يؤدي إلى تعطيل في أداء وظائفها وتعرض حياة الإنسان للخطر، فلا بد من التعرف على أسباب وتأثيرات السمنة على صحة الإنسان.
أسباب السمنة:
1- الطفولة المبكرة:
ويظهر هذا النوع من السمنة عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة حيث تظهر الخلايا الدهنية نتيجة عادات غذائية خاطئة، ويزداد عددها وحجمها مع نمو الطفل ولا يمكن تقليل عدد الخلايا الدهنية هذه عند إتباع نظام غذائي لإنقاص الوزن وإنما يمكن تقليل حجمها فقط فتصبح السمنة في هذه الحالة ملازمة للمرء في مراحل عمره ومقاومة لصور العلاج المختلفة .
2- مرحلة المراهقة:
تلك المرحلة الانتقالية الحرجة التي ينتقل بها الطفل من مرحلة الطفولة ليواجه عالم آخر من الحاجات والالتزامات بالإضافة إلى النمو الفيزيولوجي المتسارع ، فيتزامن ذلك مع حالات نفسية معينة حيث تسود الانفعالات وتكثر الإحباطات السلوكية بسبب تعرض المراهق لكثير من المواقف الصعبة اليومية سواء أكانت عاطفية أو اجتماعية تتعلق بالوالدين والقرناء أو مشاكل تتعلق بالتحصيل العلمي ، فيتجه المراهق إلى الهروب من الموقف وتفريغ هذه الشحنات السلبية بالنهم في تناول الطعام وخاصة الأغذية الحلوة والسكرية كما أن تناول الطعام وبالتالي زيادة حجم الخلايا الدهنية لديه وتعرضه للسمنة .
3- مرحلة ما بعد الولادة :
حيث أصبح هناك كائن لطيف آخر يشارك الأم الغذاء فتلجأ تلك الأم إلى زيادة حجم وجباتها اليومية والاهتمام بنوعيتها أيضاً من أجل تأمين الغذاء اللازم لها ولطفلها مما يؤدي إلى تراكم الخلايا الدهنية لديها إذا تزامن هذا الوضع مع قلة الحركة وعدم ممارسة التمارين الرياضية المناسبة .
4- الطمث عند المرأة بمراحله المختلفة :
يلاحظ السيدات قبل أيام من موعد الدورة الشهرية ازدياد شهيتهن للطعام ، وفعلاً تزداد شهية المرأة لتناول الطعام وتنخفض قدرتها على احتباس الصوديوم وبالتالي احتباس الماء ويحدث نوع ضعيف من التورم نتيجة اضطراب هرموني مؤقت وتتباين حدة هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى ، أما في فترة انقطاع الطمث فيحصل اضطراب هرموني عند المرأة فيؤثر على مركز الشهية في الدماغ لديها, وهذا سبب لا يذكر بجانب الحالة النفسية الصعبة والعنيفة المصاحبة لانقطاع الطمث من قلق وإحباط كما أن النظرة المتشائمة للحياة قد تدفع بصاحبتها إلى الهروب والتعويض عن طريق زيادة كميات الطعام.
5- المرحلة العمرية للإنسان:
فكما تحدثنا عن السمنة التي تظهر عند الأطفال في سن مبكرة وتؤدي إلى زيادة عدد الخلايا الدهنية، فهناك سمنة تبدأ بالظهور في العقد الثالث من العمر وتستمر في الزيادة حتى العقد الخامس أو السادس حيث تستقر وزن الجسم بعد ذلك ويتميز هذا النوع بتضخم الخلايا الدهنية .
6- العامل الوراثي :
فإذا كان هناك قصة عائلية لها تاريخ مع السمنة فهذا خارج عن إرادة الإنسان لأن الجينات المورثة من جيل إلى آخر تلعب دوراً مهماً في استعداد جسم الإنسان للسمنة لذلك يجب أن نواجه هذا العامل بنمط حياة صحي كنوع من المقاومة للعوامل الوراثية.
7- نمط الحياة المعاصر :
فمعظم الناس اليوم يستخدمون الأجهزة المنزلية الحديثة و السيارات ووسائل المواصلات و يعملون أعمال مكتبية تنعدم فيها الحركة، وتعتبر قلة النشاط البدني والحياة الراكدة من أهم العوامل التي تؤدى إلى زيادة الوزن .
8- عادات غذائية خاطئة :
وهي عادات غذائية متزامنة مع نمط الحياة المعاصر ورتم الحياة السريع، مثل تناول الأطعمة الخفيفة بين الوجبات و كثرة تناول السكريات والدهون ومشاهدة التلفزيون لفترات طويلة مع تناول المكسرات إقامة الولائم في المناسبات الاجتماعية والدينية وهى عادة ما تكون أطعمة عالية السعرات .
9- أسباب نفسية :
أوضحت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن الحالة الانفعالية للفرد قد تؤدى إلى ازدياد شهية الإنسان للطعام وبالتالي زيادة الوزن أو قد تؤدي إلى الامتناع عنه وحدوث حالات الإكتئاب والقلق النفسي .
10- أسباب فيزيولوجية :
وهي عديدة أهمها :
– اضطرابات الغدد : والتي ينتج عنها زيادة في إفراز هرمونات الغدة الكظرية الذى يؤدى بدوره إلى الإصابة بنوع من أنواع السمنة tي منطقة الجزع والجزء العلوي من الجسم , كما يؤدى نقص إفراز هرمونات الغدة الدرقية إلى السمنة , كما يحدث السمنة أيضا عند حدوث اختلال في الغدة النخامية الأمامية .
– التمثيل الغذائي : حيث أن معدل الاحتراق داخل الجسم في حالات السمنة يكون أقل من المعدل الطبيعي مما يؤدى إلى اختلال في تنظيم وزن الجسم نتيجة ترسب الدهون داخل الجسم .
– الأمراض العصبية : عادة تؤدى اضطرابات الجهاز العصبي المركزي وخاصة الهيبوثلاموس وهو عضو صغير جدا يقع أعلى الغدة النخامية ويتحكم في الشهية والرغبة في الطعام إلى زيادة الشهية بصورة مرضية .
– الأمراض الهضمية : حيث تؤدى إلى الإحساس الدائم بالجوع عند بعض الأشخاص وبالتالي زيادة فى كميات الطعام المتناولة وحدوث السمنة.
– المعالجة الدوائية : وخاصة الأدوية الهرمونية التي يأخذها الإنسان كعلاج لأمراض محددة ومن أشهر هذه الأدوية الهرمونية حبوب منع الحمل والكورتيزون ومشتقاته وبعض الأدوية المهدئة للأعصاب التي تؤدى إلى قله الحركة وأحيانا إلى زيادة الشهية وبعض مضادات الالتهابات والفيتامينات والمعادن .
تأثيرات السمنة على صحة الإنسان
- تنكس الجهاز العظمي
- تعب عضلة القلب .
- تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم .
- الإصابة بمرض السكر .
- صعوبة في التنفس .
- الإجهاد السريع .
- قلة النشاط الذهني . نتيجة لنقص كمية الأكسجين الواصل للجهاز العصبي مما يؤدى إلى قله الانتباه والتركيز والإدراك والخمول وقله الحركة مع الميل إلى النوم .
- قلة النشاط البدني : نتيجة نقص كمية الأكسجين الواصل للعضلات وهذا يجعل العضلات تنقبض وتصبح غير قادرة على الاستمرار في إنجاز العمل مع الشعور بالتعب في العضلة التي لم تصل إليها كمية الأكسجين الكافية.
فالسمنة تعتبر داء العصر الذي ارتبط بتغير أنماط الحياة في مختلف مناطق العالم ولدى كافة الشعوب بالإضافة إلى الضغوطات النفسية الرهيبة التي تواجه الإنسان جراء الكوارث والحروب وما يصاحبها من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة كلها تصب في بوتقة واحدة وهي انتشار ظاهرة السمنة التي لا بد من مواجهتها عن طريق معرفة أسباب وتأثيرات السمنة على صحة الإنسان.
